الم بلا نهايه

فى وقت الظهيره امام المراه تقف فتاه فى العشرينات من عمرها تنظر الى وجهها الشاحب والى الهالات السوادء تحت عينها والى عينها الحزينه وفمها المبتسم ابتسامه ظاهريه الحزن والالم يعتصران قلبها وتسال نفسها ماهذا اكان كابوس ام انه طوفان اتى ليدمر حياتها ويقتل كل ماهو اخضر ويابس فترجع بالذاكره الى الخلف للتتذكر فى نفس ذلك الوقت كانت تقف بينما الفرح يملأ قلبها والابتسامه تغمر وجهها فأمامها القليل من الساعات وتراه ترى الانسان الذى سوف ترتبط به الرباط الذى منحنا الله اياه فسوف تلتقى بالعريس الذى طالما حدثتها روحها عنه بفارس الاحلام الذى رفضت تخيله او حتى التفكير فى تلك العلاقه حيث انها كانت تعتقد انه لم ياتى وقتها بعد لانها ترفض اى علاقه محرمه اما الان هو وقتها المناسب وايضا مكانها المناسب ، تنظر الى نفسها وتقول لم يتبقى امامى الكثير من الوقت كى اهدره امام المراه سوف اذهب لتحضير ملابسى وفتحت دلابها لتخرج كل مابه الى ان استقرت على الطاقم المناسب لهذه الزياره التى يرفرف لها قلبها ثم بدات فى كى الطاقم ووضعته على الشماعه وخرجت لتناول الغداء مع اسرتها فسالتها والدتها هل اعددت نفسك فاومات بالايجاب ثم دخلت الى حجرتها لتبدا اول مراسم الاحتفال لترتدى ملابسها التى اختارتها بنفسها ومن ثم قام جميع افراد العائله ايضا بارتداء ملابسهم هاهو الان الجميع على اهبه الاستعداد للانطلاق وذلك للذهاب الى بيت خالها والذى سوف يتم فيه اول لقاء بينها وبينه والذى لم يبعد عن بيتها الكثير فجلس الجميع يضحكون ويتسامرون بينما هى غارقه فى خيالها ترى هل هو قصير ام طويل وسيم ام متوسط الجمال هل هو شخصيه لطيفه كما قيل لى ام اننى لم اقبله وها هو قدر رن جرس الباب لقد حضر بالفعل حضر تذهب سريعا لترى نفسها بالمراه وتسال اختها هل انا حقا جميله فتطمئنها اختها يدخل خالها لياخذها تخرج لمقابلته لتجد كل من حولها يحملق بوجهها والنظرات كلها موجهه اليها فتلقى السلام وتجلس ولم ترفع عينها عن الارض حتى لتراه ثم ترفع عينها للحظه فيطمئن قلبها قليلا لم يكن وسيم او شديد الجمال الاانه كان مقبولا وهذا ما يكفى هذا هو ماتريده شخص تشعر بالراحه معه ، اخذ الجميع يتحدثون معه لكى يطمئن ويشعر انه مقبول لدى العائله ثم قام الجميع ليتركوهما معا ليتحدثو اما زوجه خالها فبقيت فى المطبخ والذى يطل على الصاله مباشرتا لتراهم ، فبدأ الحديث معها ليعرفها على نفسه ثم يطلب منها ان تحدثه عن نفسها فتخرج زوجه خالها من المطبخ لتقديم العصير والحلوى وينتظر الكلام قليلا ولم يبقى سوى النظرات الى ان ذهبت فتحدثت هى عن نفسها ثم اتى الجميع ليجلسو معهم لم يمر الكثير من الوقت حتى استاذن الذهاب فودع الجميع وذهب وما ان ذهب حتى بدا الجميع يسالها عن رايها فلم تجب برد صريح الا ان رايها كان يميل الى الموافقه عادت الى المنزل ومشاعرها مضطربه فهى لاول مره تتعامل مع شاب فطوال فتره الدراسه لم يسبق لها ان كانت لها صداقه باى شاب او حتى مجرد التعامل البسيط مع الشباب دخلت غرفتها لتخلع ملابسها ثم توضأت لتصلى وتستخير ربها هل حقا هذا هو الشخص المناسب ام لا؟
بالرغم من انها تشعر بالراحه تجاهه الاانها تشعر بان هناك حاجز بينهما فهى تعرف انه سبق له الارتباط الا ان الله لم يوفقه فى تلك الزيجه وتم فسخ الخطبه لكن مايقلقها هو شعورها بانه لايريد معرفتها بينما هى تريد ان تعرف كل صغيره وكبيره عنه ماذا يحب ؟ ماذا يكرهه؟ فهذا هو الشعور الطبيعى بل والحقيقى لاى شخص يريد الارتباط الفعلى فهناك شئ غامض فى هذه العلاقه شئ تشعر به ولكنها لاتستطيع التعبير عنه بالكلام فاخذت تسال القريبون منه عن حقيقه شعورها الاانهم اكدولها ان كل ماتفكر فيه ماهو الا خيال وليس له وجود او اساس بل هى او هام تختلقها لتقلق نفسها وتبقى فى الحيره طوال الوقت .
و بالرغم من قلقها اتى خالها ذات يوم يسالها عن رايها واجابت بالموافقه وكانت هذه بدايه الماساه حيث اخذت العلاقه فى التعمق شيئا فشئ وذلك رغبه منها فى التعرف على الشخص الذى سوف يكون يوما ما زوجها وسوف تعيش معه بمنزل واحد وكلما قفزت الفكره الى راسها جن جنونها فهى لاتعرف عنه شئ وترغب فى التعرف على ذلك الشخص المجهول ولازالت تشعر نفس الشعور انه لايبالى بالتعرف عليها او التقرب منها الا انه بدا يتعارف عليها بدات تشعر انه بالفعل ير غب فى ان تكون معه اخذ يهاتفها ويقول لها مالم تسمعه من قبل فهى اول تجربه لها ياله من شعور حيث تشعرحينها اى فتاه بانها ملكه قلب ذلك الشاب فهو لا يستيع الاستغناء عنها الا انها كانت دائما تشعر بالخوف من ان تفقد هذا الشعور الذى لم تشعر به من قبل ترى هل سيستمر ام لا ؟
كانت الامور مستقره الى ان ابدا فى اختلاق الاعذار فقال ان والده لم يوافق بعد على الخطبه وذلك لاختلاف المستوى الثقافى فهى اعلى منه فى المؤهل وهو رافض هذا المبدأ تماما فاضطر الاهل لانهاء هذه الخطبه الا انه اكد لها انه سوف يقنع والده وياتى لخطبتها فاحترمت وعده وبقيت فى انتظاره فحينما ياتى اليها احدهم لخطبتها فتظهر به اى عيب للهروب منه ، الى ان اتى اليوم واستيقظت من نومها على صوت احدهم يقولها انه خطب يالها من صدمه خطب فى وقت الذى كانت فى انتظاره خطب فى وقت كانت تحترم فيه وعده لها .
فقد كانت هذه صدمتها الاولى وبعدها توالت الصدمات على راسها فقد كانت تشعر بانه لايبالى بالتعرف عليها وساعدها الكثير فى تكذيب ذلك الاحساس الاانها حقا هى الحقيقه فهو لازال يحب خطيبته الاولى والادهى من ذلك انه لازال يحتفظ بصورتها معه يالها من صدمه فماذا كانت هى اذا بالنسبه له اهى كالظل ليس لها اى وجود
وتاتى المصيبه الكبرى لتقضى عليها نهائيا انه خطب ويسعى للزواج ليس حبا فى خطيبته الحاليه بلى فهو يريد الزواج فقط لان خطيبته الاولى ارتبطت ثانيا فلابد ان يتزوج قبلها ياله من صراع .
ولكن ماهو ذنب هذه المسكينه او حتى خطيبته الحاليه لهذه الدرجه هانت مشاعر البشر على بعضهم البعض اغاب الضمير لهذا الحد فى اى عصر نحن وفى اى مجتمع اللهم الطف بنا وببنات المسلمين والمؤمنين
هاهى الان تنظر الى نفسها بالمراه لتجد وجهها عابس بعد ان كانت بشوشه وتتميز بابتسامتها الجميله وروحها المرحه اصبحت الان يائسه حزينه تسال كيف تصدق اى كلمه حب تقال لها ؟ كيف ستتعامل مع الرجال ثانيه اذا كان اول رجل بحياتها خدعها ؟ كيف تتخطى هذه الازمه لتصبح مثل باقى الفتايات بدلا من ان يعتصرالالم قلبها كل يوم ؟ كيف تستطيع ان تنسى هذه التجربه المريره ؟
ندا الى كل شاب اتقى الله فى بنات المسلمين فهن اخواتكم وزوجاتكم وبناتكم تذكر ذلك قبل ان تلعب بمشاعر اى فتاه فهى لن تنسى حقها والله لايغفل ولا ينام تراجع قبل ان تندم على مافعلت فلن ينفع الندم ذات يوم.
ما عمل يعمل ولو بعد حين
داين تدان