و يمضي الحب أعمي ... يقوده الجنون (من الأدب الإغريقي)

في قديم الزمان

حيث لم يكن على الأرض اى مخلوق بعد ....

كانت الفضائل والرذائل تتجول فى العالم معا"..

وتشعر بالملل الشديد....

وكحل لمشكلة الملل ...

إقترح الإبداع.. لعبة.. وأسماها الأستغماية.. .

أحب الجميع الفكرة...

وصرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ !!!!!!!!.

أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ... !!!!!!

وأنتم عليكم الإختفاء.... !!!

وبدأ العد...

واحد... اثنين.... ثلاثة....

وبدأت الفضائل والرذائل بالإختباء..

وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر..

وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة تعبيرا عن قبحها ...

و الولع... بين الغيوم..

ومضى الشوق الى باطن الأرض...

الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعرالبحيرة.. !!!

وإستمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون..

خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها... ماعدا الحب...

كعادته.. لم يكن صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي.. !!

وهذاغير مفاجيء لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب.. !!!

تابع الجنون: خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون....

وعندما وصل الجنون في العد الى: مائة

قفز الحب وسط شجرة من الورد.. وإختفى بداخلها..

فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا":

أنا آت اليكم....

أنا آت اليكم....

كان الكسل أول من إنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه..

ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر...

وبعدها.. خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس...

وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض...

وجدهم الجنون جميعا"..... واحداً بعد الآخر....

ماعدا الحب...

كاد يصاب بالإحباط واليأس.. في بحثه عن الحب... حتى إقتربت منه الخيانة

وهمست في أذنه:

الحب مختف في شجرة الورد...

إلتقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجرة الورد بشكل طائش !!!

...

ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء ...

ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه.. والدم ينزف منه...

صاح الجنون نادما"ماذا فعلت؟..

ماذا أفعل من اجلك حتى أصلح خطأي ويرتد إليك بصرك ؟!!

أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع

فعله لأجلي... كن دليلي...

وهذا ماحدث

و من يومها....و يمضي الحب أعمي ... يقوده الجنون !!